البرغوث حشرة صغيرةٌ عديمةُ الأجنحة تتغذّى على دم الحيوانات والطّيور، ويُعتبر البرغوث من الطفيليَّات لأنّه يعيشُ عالةً على أجساد الحيوانات أو على جسم الإنسان، فيجعلُ منها مأوىً له يسكنُ فيه، ويستفيدُ من دمائها كمصدرٍ لغذائه، وهو يُكثر التنقّل من جسمٍ إلى آخر، فينقلُ معه الأمراض ما بين حيوانٍ إلى آخر أو إلى الإنسان، وذلك بسبب كميَّات البكتيريا الكبيرة التي يحمِلها معه من دماء الكائنات التي يتطفَّلُ عليها. يتغذّى البرغوث على دم الإنسان عن طريق مصِّ الدّم من الجلد بعد ثقبهِ بلسعةٍ قويّةٍ، وهو يُشبه في ذلك القمل إلا أنَّه أقلُّ تكيُّفاً واختصاصاً في وظائفه، وتُسبِّب لسعة البرغوث حكّةً قويّةً جدّاً تؤدّي إلى انتفاخٍ متوسّط – وأحياناً كبير – حسب حساسيّة الجلد. عدا عن ذلك، قد تكونُ هذه الحشرات خطرةً جداً بسببِ قُدرتها على نقلِ الأمراضِ ونشرِها بين النّاس، أو نقلها إليهم من الحيوانات، ومن أخطر الأمراض التي تنقُلها: الطّاعون، والتّيفوس أو الحُمّى النَمَشيّة.
يُفضَّلُ القضاءُ على البراغيث التي تعيشُ على الحيوانات، خصوصاً الأغنام والقطط والكلاب، وهذه الحيوانات عادةً ما تكون حولَ المنزل، ممَّا يجعلُ من السَّهل على البرغوث القفز منها إلى الإنسان والاختباء في ملابسه ومن ثمّ التغذّي على دمه، ولا تُحبُّ البراغيث البقاء لفترةٍ طويلة على جسم الكائن نفسه، فهيَ تُفضّل الانتقال والقفزَ بصُورةٍ دائمة من حيوانٍ إلى آخر، وفي حال موتِ الكائن المُعيل لها فهي تتركُه لأنّه يفقدُ قدرته على تزويدها بغذائها. تشتهر هذه الكائناتُ بقوّة أرجلها، وقُدرتها على القفْز لمسافاتٍ كبيرةٍ بالنّسبة لحجمها، فيُمكن للواحدِة منها القفزَ مسافةَ ثلاثين سنتيمتراً دفعةً واحدةً.
أنواع البراغيث:
تنقسمُ البراغيث إلى أنواعٍ كثيرة، لكنّ كلَّ واحدٍ من هذه الأنواع لهُ اختصاصٌ بكائنٍ حي واحدٍ لا يعيشُ عادةً سوى عليه، فقد تطوَّرت البراغيث مع الوقت لتتكيَّف مع ظُروف واحتياجات التطفُّل على كلِّ جسدٍ من أجساد الحيوانات، فمن أنواعها: برغوث الكلاب الذي لا يعيشُ سوى على أجساد الكلاب، ومنها كذلك برغوث القطط، وبرغوث الخنازير، وبرغوث الجرذان، وحتى برغوث الإنسان. وتستطيعُ براغيث الكلاب أن تعيش على جسم إنسانٍ وكذلك فإنَّ العكسَ صحيح، لأنّ لديها التكيُّفاتٍ التي تحتاجُها لتتغذّى على دم الإنسان أيضاً، لكنّ هذا ليسَ الحالة الطبيعية. تتشابهُ جميع أنواع هذه الحشرات في مظهرها، ووظائفها، وأسلوب حياتها.
القضاء على البراغيث في المنزل:
عندما يشعُرُ الإنسان بحكّة نتيجةَ قرصة البرغوث لمرّات عديدة في الجسم يُنصَح بخلع ملابسه وتغييرها، ويُفضل أخذ حمام دافئ قبل تغيير الملابس؛ لأنّ البراغيث لا تستطيعُ السّباحة وتكرهُ الحرارة، وتُوضَع الملابس القديمة في الغسَّالة حتى يتم القضاء على أيّة بيوضٍ وَضَعها البرغوث عليها. قبل البدء بمَهمّة القضاء على البراغيث، من الضروريّ مُحاولة التعرّف على مصدرها، قد تصلُ البراغيث إلى المنزل بسبب حيواناتٍ أليفةٍ تتطفّل الحشرات على أجسامها، ويُمكن لطبيبٍ بيطري أن يُساعد في التخلّص منها في هذه الحالة، كما يُحتَمل أن تنتقل البراغيث من قطعة مُعيّنة من الملابس أو القُماش، مثل سجّادة أو ما شابه، وعندها يجبُ تنظيفها جيّداً والتخلّص من أيّة بُيوضٍ مزروعةٍ فيها. يتم بدايةً تنظيفُ المنزل بالكامل وغسله جيّداً، وتمشيط الأرضيّات بالمِكنسة الكهربائية، بعد ذلك، يُمكن البدء برشّ المنزل وما حوله بالمبيدات الحشريّة التي تعملُ على القضاء على البراغيث وبيوضها، وبعدها يُشطَفُ المنزل شطفاً كاملاً بمواد التّنظيف المُعقّمة والمُطهّرة. عند الاحتفاظ بحيوانٍ أليف (مثل القطط أو الكلاب) يجبُ العناية بها وتنظيفُها، وذلك بإعطائها حمّاماً يوميّاً لأجسامها وشعرها، ومسح جلدها وشعرها بمساحيق التّنظيف الخاصّة بالقضاء على البراغيث التي تُبَاع في محلات الأدوات البيطريّة، وأحياناً يُفضّل قص شعر القطط والكلاب بين فترة وأُخرى. يتمّ رشّ الأماكن التي تعيش بها القطط والكلاب بسائل حمض البوريك المُخفّف بالماء، ويتم كذلك رشّ المنزل وشطفُهُ بالماء مرّتين في الأُسبوع للتخلّص من الفضلات التي قد تؤدّي لنمو البراغيث عليها، ولا يُعتَبر حمض البوريك سامّاً أو مؤذياً للإنسان ولا للحيوان، لكنّه يقتلُ جميع البراغيث، ولذلك فهو حلٌّ رائجٌ جدّاً لمُشكلتهم. إذا انتشرت البراغيث في المنزل قد يتوجَّبُ إخراج الأثاث وتركُهُ في الشّمس، حيث تعمل أشعة الشّمس على قتل البراغيث وبيوضها، ويُمكن رشّ المنزل بعد ذلك ببودرة خاصّة بقتل البراغيث توضع على زوايا الغُرَف، ويُشطَفُ المنزل بعد ساعتين بالماء أو بحمضِ البوريك لضمان القضاء على أيّة بقايا من البراغيث. عندَ الرّغبة باللُّجوء إلى طُرُقٍ طبيعيَّة في مُكافحة هذه الآفة، يُمكن استعمال خلِّ التفّاح أو الأرز، فعند رشّه في أنحاء المنزل تُسبّب رائحته الحادّة ازعاجاً شديداً للبراغيث فتتركُ المكان. ومن الحُلول التقليديَّة الأُخرى إطعام خميرة الطّهي للحيوانات الأليفة، فبعضُ الخبراء يزعُمون أنّ الكلاب عندما تأكل الخميرة تُصبح طاردةً للبراغيث التي لن ترغبَ بالتغذي على دمائها. وأخيراً، يُعتَبر زيت زهرة اللافندر مُضادّاً طبيعيّاً فعَّالاً للبراغيث، ويُمكن دهن شعر الحيوانات الأليفة به لحمايتها من هذه الطُفيليّات.
Leave A Comment